السبت، 18 ديسمبر 2010

أبرز الأحداث الثقافية في الكويت في عام 2010




النحَّات سامي محمد اقتنص جائزة الفكر العربي
حصاد 2010 (1)...
رحيل رموز ثقافيَّة وتوقُّف إصدارات المجلس الوطني
لافي الشمري - جريدة الجريدة

أنهى عام 2010 أوراقه الثقافية موسوماً بالحزن على رحيل مجموعة من رموز التنوير والإبداع في الكويت وغيرها من بلدان العالم العربي. كذلك، اتسعت دائرة الاعتراضات على تضييق الخناق على الإبداع.
شهد عام 2010 مفاجآت صادمة وحزينة للوسط الثقافي، أكدت تراجع هامش الحرية في النشر، ما دفع أكثر من 15 مؤسسة ثقافية ومجتمعية إلى تنظيم اعتصام ضد التعسف الرقابي والمطالبة بالتخلي عن التشدد، إضافة إلى توقف إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المتنوّعة.
لكن في قلب هذه الأحداث الباعثة للحزن، شهد عام 2010 نقاطاً أخرى مضيئة لا بد من الإشارة إليها أيضاً، وأبرزها تحقيق المثقفين والتشكيليين إنجازات شخصية لافتة، وظهور مؤسسات ثقافية خاصة ترعى المبدعين وتشجّعهم على الاستمرار في المشوار. وشهد العام أيضاً عدداً من مؤتمرات وندوات جذبت اهتمام الوسط الثقافي.
معرض الكتاب
شهد معرض الكتاب ضجة إعلامية كبيرة تؤكد عزوف بعض أصحاب دور النشر العربية عن المشاركة ورفض بعض المؤسسات الثقافية والمجتمعية التعسّف الرقابي، وقد أعرب المعتصمون عن قلقهم الشديد حيال مستقبل الثقافة والحريات الشخصية والعامة في الكويت في ظل التمادي في الممارسات الرقابية التعسفية المستمرة على الكتب الواردة إلى الكويت.
تتجلى هذه الظاهرة بوضوح وسنوياً خلال معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي انحدر مستواه خلال السنوات الأخيرة ليتحوّل من معرض رائد في مجال الثقافة إلى معرض هامشي تقاطعه دور نشر مهمة كثيرة نتيجة التعسف الرقابي، الذي يتأثر غالباً بالمساومات السياسية وإرضاء بعض الأطراف على حساب المصلحة العامة.
ودعا المعتصمون إلى التوقف عن ممارسة التعسف الرقابي، وتوسيع هامش الحرية، وإلغاء الرقابة الإدارية المسبقة على الكتب، والاكتفاء برقابة القضاء اللاحقة على أية مخالفات لقانون المطبوعات والنشر.
عام الرحيل
فقدت الكويت مجموعة من المفكرين والأدباء والتشكيليين البارزين خلال هذا العام، أبرزهم الأديب أحمد السقاف الذي يعد رمزاً للنهضة والتنوير في الكويت وغيرها من دول الخليج العربي.
ساهم السقاف في وضع اللبنة الأولى لمؤسسات ثقافية كثيرة في الكويت، متقلداً مناصب سياسية وثقافية مهمة ومحرزاً إنجازات كثيرة في مجال العمل، ومنجزاً مؤلفات كثيرة.
رحل أيضاً الفنان التشكيلي قاسم عمر الياقوت، أحد مؤسسي حركة التشكيل في الكويت، إذ شارك في المعرض الجماعي في «سيتنيل غاليري» بلندن عام 1956، ثم شارك في معرض «الربيع الأول» في الكويت عام 1958.
كذلك، توفي خلال هذا العام الكاتب محمد مساعد الصالح
ود. أحمد البغدادي والروائي الشاب محمد السالم، مؤلف رواية «رجل بألف رجل».

تفاعل الأدباء والمثقفون في الكويت مع رحيل رموز في الفكر والثقافة العربية، إذ عبّروا عن عميق حزنهم وأسفهم لوفاة هؤلاء الرموز وهم: د. فؤاد زكريا ود.غازي القصيبي ومحمد عابد الجابري.
ندوة «العربي»
في الثلث الأول من مارس (آذار)، أقامت مجلة «العربي» ندوتها السنوية لهذا العام من 8 إلى 10 منه، بعنوان «الثقافة العربية في ظل وسائط الاتصال الحديثة». يأتي هذا العنوان استجابة لمتغيرات كثيرة سادت الساحتين الثقافية والاجتماعية في المنطقة العربية، لا سيما أنه في واقع تنامي وسائط الاتصال كالمواقع الإلكترونية والمنتديات الأدبية والمدونات الثقافية، لم يعد من الممكن تجاهل أشكال الثقافة العربية الموجودة على الإنترنت، فثمة عشرات المواقع للمجلات الإلكترونية والمنتديات الأدبية والمدونات  الثقافية.
كذلك، بحثت الندوة في مجموعة دراسات تمحورت حول أهمية وساط الاتصال الحديثة، مقدمةً إجابات دقيقة لمجموعة من التساؤلات حول مصير الثقافة العربية في ظل هذه الوسائط، وكيف يمكن أن نطوّر لغتنا لتتلاءم معها، وتصبح صالحة لاستيعاب الثقافة العالمية المتطورة وللتواصل مع الثقافات الأخرى، وهل تكون هذه الوسائط وبالاً علينا فتكشف عن تخلّفنا وعجزنا، أم أنها فرصة مواتية للتطوّر والوصول بالثقافة العربية إلى آفاق جديدة؟
مفكّرون وباحثون
شاركت في أعمال الندوة لهذا العام مجموعة كبيرة من المفكرين والباحثين في مجال تقنية المعلومات وغيرهم، وعدد آخر من التربويين والباحثين والإعلاميين المهتمين بالوسائط الحديثة.
 كذلك، كُرِّمت مؤسسات وجهات ثقافية ذات طابع إلكتروني للدور الذي أدته في تفعيل هذه الوسائط وتأثيرها في إثراء الثقافة العربية.
رابطة الأدباء
في انتخابات «رابطة الأدباء»، حصلت قائمة الأديب الكويتي على ستة مقاعد في مجلس الإدارة الجديد بالرابطة ضمن الانتخابات التكميلية للمدة المتبقية للفترة المقررة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لعام (2010/2009)، بينما حجزت المقعد السابع في مجلس الإدارة د. جميلة سيد علي من القائمة المستقلة.
عقب إعلان الفوز توزَّعت مناصب المجلس الجديد على النحو التالي: الأمين العام للرابطة د. خالد الشايجي، أمين السر د. ليلى السبعان، عضو مجلس إدارة د. عادل العبد المغني، أمين الصندوق صالح المسباح، وُرشِّح للجنة الثقافية طلال الرميضي، وللجنة الإعلامية جميلة سيد علي، وسليمان الخرامي مشرفاً على مجلة البيان.
اتساقاً مع تفعيل تواصل الأدباء مع الجمهور، أطلقت «رابطة الأدباء» مشروعاً إلكترونياً جديداً عبارة عن موقع شخصي لأعضائها عبر الشبكة العنكبوتية ضمن الموقع الرسمي لها.
اجتماع غير عادي
دعت الرابطة أعضاءها إلى حضور الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية لإجراء التعديلات على موضوعين، الأول يتعلق برفع قيمة رسوم الاشتراك، والآخر يختص بتعديل إسم الرابطة، إذ كشف أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ما زالت تعتمد التسمية القديمة لرابطة الأدباء التي عُدِّلت منذ أكثر من أربعة عقود.
لم يخرج الاجتماع الاستثنائي بنتيجة مُرْضية للأطراف كافة، وتأجلت مناقشة الموضوع إلى وقت آخر للتأكد من معلومات مندوب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بخصوص اسم الرابطة.
منتدى المبدعين
شهد «منتدى المبدعين الجدد» في «رابطة الأدباء» تجديدات طرأت على شكل هذا التجمع الشبابي ومضمونه، إذ أُسندت مهمة الإشراف إلى عضوين من منتسبيه هما القاصة نورا بو غيث والكاتب عبد الوهاب الحمادي، لا سيما بعد اعتذار المشرف السابق على المنتدى الكاتب ماجد القطامي لأسباب خاصة.
جوائز
حصل الكاتب سعود السنعوسي على جائزة «ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة القصيرة والرواية» لعام 2010 عن روايته «سجين المرايا». كذلك، اختير الروائي طالب الرفاعي للتحكيم في جائزة «البوكر» العربية، وقد واكبت هذا الاختيار اعتراضات كثيرة.
بدوره، فاز النحّات الكويتي سامي محمد بجائزة الإبداع الفني، ضمن جوائز «مؤسسة الفكر العربي» بنسختها الرابعة وحصل على جائزة مالية قدرها 50 ألف دولار أميركي، إضافة إلى درع المؤسسة وبراءة الجائزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق